الحكمة الإلهية: فهم تحريم الزنا لانة ضرر للأنسان و المجتمع
لقد حرم الله الزنا لأنه مضر
وهنا سنرى رأي مودرن باريسي الليبرالي (المحدث) الذي يقول: ما الضرر؟
أين الضرر في أن يتبادل شخصان المتعة دون زواج، ولكن برضا، خلف جدران مغلقة وبعيدا عن العيون، لا يكذبان على نفسيهما في أي شيء.
الطبيعة العاطفية و الجنسية
مهما فعلوا، فإنهم يفعلون ذلك بالحب والإخلاص والحب. ولا يضرون أحداً بأفعالهم.. أين الضرر هنا؟
لفهم الضرر، يجب علينا أن نضع الحب والجنس في إطارهما الطبيعي، حيث تكون إرادتهما الطبيعية.
لقد وضعت الطبيعة العاطفة والجنس في إطارهما الطبيعي، حيث توجد إرادتهما الطبيعية.
لقد جعلت الطبيعة من العاطفة والجنس وسائل للتكاثر والحفاظ على النوع وحياة العالم… وجعلتهما أدوات للإنتاج.
فإذا اجتمع رجل وامرأة واعتزلا يتبادلان المتعة دون أن يفكرا في زواج أو بناء بيت.. بل فقط لاختلاس المتعة..
إنهم يحولون الحب والجنس من أدوات الإنتاج إلى أدوات الاستهلاك، ويستهلكون إحدى أشرف الطاقات الحية التي خلقت لبناء الأمم والحضارات، ويحولونها إلى مجرد وسيلة للهزات الجنسية.
وعندما يلتقي رجلان بسبب المثلية الجنسية، يقولان نفس الشيء. فيقولون: اجتمعنا على المحبة والرضا، ولا نؤذي أحداً، ونلعب ولا نؤذي أحداً.
حكمة التعاليم الدينية
وهكذا فإن التعاليم الدينية تأتي من الحكمة والأسباب، وليس فقط رغبة الله في السيطرة على خلقه، بل المحبة والرحمة وإدراك المنفعة.
فالدين يحرم الزواج بين الأخوات، بين الأم وابنها، والأب وابنته لأنه يريد أن تنمو في الأسرة أشكال أخرى من المودة غير الشهوة… كالأمومة والأبوة والأخوة والمودة… وأن يكون الرابط العائلي رحمة (لأنه… الرابط الوحيد المتبقي).. أما الذي يوقد الشهوة فيوقد معه الغيرة وشهوة التملك، فيتقاتل الإخوة على أختهم، و الأسرة تنفجر من الداخل وتنهار.
وهذه ليست الأمراض الوراثية التي تصيب الحيوانات المنوية بسبب زواج الأخت.
ولم يكره الله للإنسان إلا ما كان قبيحاً… ولم يحب له إلا ما كان محبوباً.
ولذلك جعل الطلاق غير مرغوب فيه، ولكنه ممكن إذا أصبحت الحياة مستحيلة، وجعل الكذب من كبائر الذنوب
(( كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (٣) )) [ الصف ]
و الكذب على الله غاية الإثم.
(( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا.. (٢١) )) [ الأنعام ]
هذه هي الشريعة و هذه روحها.. إن الله أحل الطيبات و حرم الخبائث، و إذا تطهرت فطرتنا فسوف نحب لنفوسنا ما يحب لها الله بدون جهد و بدون مشقة.
و لهذا يزول التناقض في قلب المؤمن بين الله و شريعته و بين ما تمليه عاطفته الخاصة و يرغب فيه عقله.. فإذا بما يريده لنفسه هو ما يريده الله له.. و ما يتمناه لنفسه هو ما يتمناه الله له.
و لهذا يتوجه إبراهيم بالدعاء قائلاً:
(( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ.. (٤٠) )) [ إبراهيم ]
فيطلب من الله ما يطلبه الله منه.
و هذا غاية الإيمان و الثقة و منتهى الحب للشريعة.. حتى لتصبح الشريعة و الرغبة شيئاً واحداً.
و لا تعود للإنسان رغبة سوى ما يرغب الله.
و هذا درب الذين وصلوا.
يقول الله في حديث قدسي:
(( عبدي اطعني أجعلك ربانياً يدك يدي و لسانك لساني و بصرك بصري و إرادتك إرادتي و رغبتك رغبتي )).
و هؤلاء هم الأنبياء و الأولياء و المقربون الذين أمدهم الله بأسباب علمه و قدرته.
الزنا جريمة شنيعة، تضر بالفرد والمجتمع. وهو سلوك فاضح وضار، يحرمه الله تعالى في كتابه الكريم “وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا” (الإسراء: 32).
العرض:
يضر الزنا بالفرد بعدة طرق، منها:
- الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً، والتي قد تكون قاتلة في بعض الحالات.
- التعرض للحمل غير المرغوب فيه، والذي قد يؤدي إلى مشاكل صحية واقتصادية للفرد.
- الإصابة بالاضطرابات النفسية والعقلية، مثل الاكتئاب والقلق.
كما يضر الزنا بالمجتمع بعدة طرق، منها:
- انتشار الفساد والانحلال الأخلاقي.
- تدمير العلاقات الأسرية والمجتمعية.
- زيادة الجريمة والعنف.
الخاتمة:
بناءً على ما سبق، فإن الزنا جريمة شنيعة، يجب على المسلمين أن يتجنبوا الوقوع فيها.