بقلم/المحرر السياسي
تناول الاعلامي والاكاديمي اليهودي الشهير ايدي كوهين امس على حسابه بتويتر المظاهرات التي نفذها سائقو باصات الاجرة بالعاصمة مقديشو احتجاجاً على الطرقات المغلقة بالمدينة .
على غير عادته صدق اليهودي هذه المرة في تغريدته وهو كذوب بالفطرة حين اشار الي انّ النظام الحاكم في الصومال يمارس الاستبداد والقمع ضد شعبه .
بعيداً عن كوهين فإنّ المتفق عليه بالاجماع هو انّ العاصمة مقديشو باتت اكبر سجن في العالم يبلغ عدد نُزلاءه مايقرب ثلاثة مليون ونصف سجين .
طُرقات المدينة مُغلقة آناء الليل واطراف النهار امام مستخدمي السيارات ؛ هذا بحد ذاته عقاب جماعي كُتب على هذا الشعب الفقير الي الله بقرار حكومي ؛ في كثير من الاحيان حتى المريض او المُسافر لا يُسمح لهما بالعبور من منظور انساني .
الي متى تظلّ مقديشو سجناً ؟
الاجابة عند الرئيس العاطفي الذي تحمّل امانةً تزن الجبال ثُقلاً وضيّعها او ضيّع جزء منها بعفوية او بعمد من حيث يعلم او لا يعلم .
لسنا خصوم لشخص الرئيس بذاته ؛ انما معارضون ومناوؤن لسياسته غير مدروسة العواقب التي تجعل من البلاد على شفا حفرة من النار .
لأننا مُحبّون للرئيس فرماجو ولدينا من الجُرأة مايجعلنا ان نخاطبه بشجاعة وصراحة دون نفاق او خوف او تملّق حرصاً منّا على الوطن ولا نُزكّي انفسنا ؛ الاحق احق ان يُقال ويُتّبع .
نُذكّر رئيسنا الطيب فرماجو بسوءاته فالذكرى عادة تنفع المُؤمن ؛ امّا حسناته فلا شأن لنا من ان نردّدها وهو في غنيٌ عنها اصلاً لوجود جيش من المُطبّلين يُسبّحون بحمده ويشكرونه بعطاءه مقابل تمجيدهم له .
نُؤكد وبتكرار انّنا مُحبّون لفخامة الرئيس وحُبّنا له فرض علينا ان ننتقد سياسته ؛ علّ وعسى ان يعود الي جادّة الصواب وسبيل الرشاد ليحافظ على ما تبقّى من ماء وجهه .
الصراحة مُؤلمة إلاّ انها لابد منها ؛ حتى اليهودي قالها وإن كانت لغرضٍ في نفسه ؛ صدق اليهودي وهو كذوب .