القلم الصومالي/المحرر
المعارضة هي الوجه الآخر للسلطة ؛ ذلك لان مهمتها كشف مواطن الخطئ والاعوجاج لدى الحاكم لغرض تصويب مايمكن تصويبه .
بالمقابل يتحتم على السلطة ان لا تأخذها العزة بالإثم وتعتوا عُتواً كبيراً ؛ عليها التمتع بسعة الصدر وتقبّل النقد من اجل الوطن وتقديم اداء افضل ؛ الوطن اكبر من الجميع فهو باقٍ والجميع راحلون .
حسن شيخ كان رئيساً للبلد واليوم زعيم حزب معارض ؛ ومن قبله رحل الرئيس شريف شيخ احمد عن كرسي الحكم ؛ هكذا ربما سيكون الامر مع فرماجو عقب انتهاء ولايته ولن يعود الي سدّة الحكم مرّة اخرى .
انّ دوام الحال من المُحال ولو دامت لحسن او شريف لما وصلت الي فرماجو وتلك هي سُنّة الحياة ؛ الصومال امانة في اعناقكم ايها الساسة وواجبٌ عليكم ان تكونوا عند مستوى المسؤولية والامانة التي رفضنها السموات والارض والجبال تحمّلها فتحمّلها الانسان انه كان ظلوماً جهولا .
لا نشكك في نوايا احدٍ منكم
_ حاشى وكلّا _ انما نذكّركم بالمسؤولية الوطنية من باب فذكّر انّ الذكرى تنفع المؤمنين .
شعبنا الصومالي تشرّد واغترب في كثير من بلدان عالم طوال عقدين من الزمن واكثر ؛ خلالها ذاق المُرّ والويلات ؛ شبابنا ماتوا غرقاً في البحر هرباً من بلدهم الذي لم يأمنوا في ربوع ارضه ولم يُطعموا فيه من جوع .
نخاطبكم من القلب الي القلب وبحسٍ وطني ان كان فيكم ذرة من الوطنية ؛ الا فلتتقوا الله في هذا الشعب المغلوب على امره ؛ راعوا الخالق في ادارة شؤون خلقه وفي هذا الوطن والحفاظ على امنه واستقراره بعيداً عن المكايدات السياسية القذرة .
ايها الساسة “سُلطة ومعارضة” التاريخ لن يرحم وليس امامكم سوى احد الطريقين ؛ امّا يذكركم الشعب الصومالي بخير ان احسنتم فلن يبقى سوى الذكر الطيب بعد رحيلكم ؛ وامّا ان يلعنكم الشعب ومعه يلعنكم التاريخ وتكونوا ملعونين اينما ثُقفتم .
افيقوا من سُباتكم واتركوا كلام المنافقين والمرجفين في المدينة الذين يجيدون باتقان زُخرف القول زوراً ويمتدحكم آناء الليل واطراف النهار ابتغاء مرضاتكم للفوز بعطاياكم .
الاخوة ‘الساسة” لا تكرهوا من يرشدكم الي اخطاءكم ؛ فهؤلاء يحبونكم اكثر من حملة المباخر الاعلامية الذين يتفنون بالمجاملات الكاذبة ويحسبون انّهم يحسنون صُنعاً .
الخيار لكم والناس شهداء الله على ارضه ؛ من المستحيل ان يتكلم كل الشعب عن فضلكم فهذا مؤكد وباتفاق المذاهب الاربعة ؛ فقط كونوا من كثر شاكروهم وقلّ شاكوهم فالكمال لله وحده دون نزاع او نقاش ؛ ضعوا في حُسبانكم انّ هذه الامّة لن تجتمع على ضلالة ؛ كونوا حريصين على ان لا يجتمع ابناء شعبكم بذمكم ومقتكم .
إنّ جزاء الاحسان احسان ؛ وإن احسنتم احسنا وياليت “الساسة” من قومنا يعلمون .